تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٥١
يعني فاستفاد منه الدامغاني. وكان الدامغاني قد جمع الصورة البهية، والمعاني الحسنة من الدين والعقل والعلم والحلم، وكرم المعاشرة للناس، والتعصب لهم. وكانت له صدقات في السر، وإنصاف في العلم لم يكن لغيره. وكان يورده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نزهة.
عاش ثمانين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيام، وغسله أبو الوفاء ابن عقيل الواعظ، وصاحبه الفقيه أبو ثابت مسعود بن محمد الرازي، وصلى عليه ولده قاضي القضاة أبو الحسن علي باب داره بنهر القلايين.
ولقاضي القضاة أصحاب كثيرون انتشروا بالبلاد، ودرسوا ببغداد فمنهم أبو سعد الحسن بن داود بن بابشاذ المصري، ومات قبل الأربعين وأربعمائة.
ومنهم نور الهدى الحسين بن محمد الزينبي، ومنهم أبو طاهر الياس بن ناصر الديلمي. ومات في حياته منهم أبو القاسم علي بن محمد الرحبي ابن السمناني، وآخرون فيهم كثرة كرهم ابن عبد الملك الهمذاني.
توفي في رابع وعشرين رجب. ودفن في داره بنهر القلايين، ثم نقل ودفن في القبة إلى جنب الإمام أبي حنيفة رحمهما الله.)
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»