تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣١ - الصفحة ١٠٢
وقال السلفي: سألت أبا غالب شجاعا الذهلي عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ لم ندرك مثله.
وقال أبو نصر محمد بن سعيد المؤدب: سمعت أبي يقول: قلت لأبي بكر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أبو بكر.
فقال: انتهى الحفظ إلى الدارقطني أنا أحمد بن علي الخطيب.
وقال ابن الآبنوسي: كان الحافظ الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه.
وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.
وقال ابن طاهر في المنثور: ثنا مكي بن عبد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أبي بكر الخطيب من دمشق إلى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح سماه مكي فتكلم الناس في ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبا فبلغته القصة فجعل ذلك سببا للفتك به فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله. وكان صاحب الشرطة سنيا فقصده تلك الليلة مع جماعة ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه وقال: قد أمرت فيك بكذا وكذا ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن العلوي فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار فإني لا أطلبك وأرجع إلى الأمير فأخبره بالقصة.
ففعل ذلك ودخل دار الشريف فأرسل الأمير إلى الشريف أن يبعث به فقال: أيها الأمير أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله وليس في قتله مصلحة.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»