تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣١ - الصفحة ١١٨
وقال أبو سعد السمعاني: حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي كان في شبابه يجمع بين الدهقنة والتجارة وسلك طريق الفتيان حتى ساد أهل ناحيته بالفتوة والمروءة والثروة الوافرة. إلى أن قال: ولما تسلطت سلجوق ظهر أمره وبنى الجامع بمرو الروذ ثم بنى الجامع الجديد بنيسابور. وبلغني أن عجوزا جاءته وهو يبنيه ومعها ثوب يساوي نصف دينار وقالت: سمعت أنك تبني الجامع فأردت أن يكون لي في البقعة المباركة أثر.
فدعا خازنه واستحضر ألف دينار واشترى بها منها الثوب وسلم المبلغ إليها ثم قبضه منها الخازن وقال له: أنفق هذه الألف منها في عمارة المسجد.
وقال: احفظ هذا الثوب لكفني ألقى الله فيه.
وكان لا يبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم.
وحكي أن السلطان اجتاز بباب مسجده فدخل مراعاة له وكان يصلي فما قطع صلاته ولا تكلف حتى أتمها. فقال السلطان: في دولتي من لا يخافني ولا يخاف إلا الله.
وحيث وقع القحط سنة إحدى وستين كان ينصب القدور ويطبخ ويحضر كل يوم ألف منا خبز ويطعم الفقراء.
وكان في الخريف يتخذ الجباب والقمص والسراويلات للفقراء ويجهز بنات الفقراء ورفع الأعشار من أبواب نيسابور. وكان متهجدا يقوم الليل
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»