تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٣٠
كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة الناس كثيرا مما هو خلاف طبعه. ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبة على التعبدات البدنية.) إلى أن قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آمنوا.
وله شعر يروق، فمنه قصيدته في النفس:
* هبطت إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع * * محجوبة عن كل مقلة عارف * وهي التي سفرت فلم تتبرقع * * وصلت على كره إليك وربما * كرهت فراقك وهي ذات تفجع * * أنفت وما أنست فلما واصلت * ألفت مجاورة الخراب البلقع * * وأظنها نسيت عهودا بالحمى * ومنازلا بفراقها لم تقنع * * حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها * من ميم مركزها بذات الأجرع * * علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت * بني المعالم والظلول الخضع * * تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى * بمدامع تهمي ولما تقطع * * وتظل ساجعة على الدمن التي * درس بتكرار الرياح الأربع * * إذا عاقها الشرك الكثير وصدها * قفص عن الأوج الفسيح الأرفع * * حتى إذا قرب المسير من الحمى * ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع * * هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت * ما ليس يدرك بالعيون الهجع * * وغدت مفارقة لك مخالف * عنها حليف الترب غير مشيع *
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»