ثم إنه بعد مدة أمر ببناء ما كان أمر بهدمه من الكنائس، وارتد طائفة ممن أسلم منهم.
وكان أبوه قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتممه هو. وكان على بنائه ونظره الحافظ عبد الغني بن سعيد. وكان الحاكم يفعل الشيء ونقيضه.
خرج عليه أبو ركوة الوليد بن هشام العثماني الأموي الأندلسي بنواحي برقة، فمال إليه خلق عظيم، فجهز الحاكم لحربه جيشا، فانتصر عليهم أبو ركوة وملك. ثم تكاثروا عليه وأسروه.
ويقال: إنه قتل من أصحابه مقدار سبعين ألفا. وحمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبع وتسعين.
وكان مولده الحاكم في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان يحب العزلة، ويركب على بهيمة وحده في الأسواق، ويقيم الحسبة بنفسه.