تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٧١
وتوفي شهيدا في الحبس ببلاد الهند، رحمه الله، في قبضة ابن سبكتكين، وكان محمود في سنة ثلاث وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجهه إلى بلاد الجوزجان في هيئة ووفور رهبة.
ثم بلغ السلطان عنه بعد أربع سنين من ذلك، أنه يكاتب ايلك خان الذي استولى على بخارى، فضيق عليه السلكان بعض الشيء، إلى أن مات في رجب، وورثه ولده أبو حفص.
وكان خلف مغشي الجناب من النواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشعراء. وكان قد جمع العلماء على تأليف تفسير كبير، لم يغادر فيه شيئا من أقاويل القراء والمفسرين والنحاة، ووشحه بما رواه من الثقات.
قال أبو النصر في كتاب اليميني: بلغني أنه أنفق عليهم في جمعة عشرين ألف دينار، والنسخة به بنيسابور، وهي تستغرق عمر الكاتب.
أخبرني أبو الفتح البستي، قال: عملت فيه أبياتا، لم أبلغها إياه، ولكنها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلا بصرة منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها.
والأبيات، هي هذه الثلاثة.) * خلف بن أحمد الأخلاف * أربى بسؤدده على الأسلاف.
* * خلف بن أحمد في الحقيقة واحد * لكنه مرب على الآلاف.
* * أضحى لآل الليث أعلام الور * مثل النبي لآل عبد مناف.
* وقد مدحه البديع الهمذاني وغيره، وقد حكم على مملكة سجستان دهرا، وعاش خمسا وثمانين، رحمه الله.
وفيه يقول الثعالبي:
* من ذا الذي لا يذل الدهر صعبته * ولا تلين يد الأيام صعدته.
* * أما ترى خلفا شيخ الملوك غذا * مملوك من فتح العذراء بكرته.
*
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»