دخول ابن بويه بغداد ومبايعته الخليفة: وفيها قصد معز الدولة أحمد بن بويه بغداد، فلما نزل باجسرى استتر المستكفي وابن شيرزاد، وتسلل الأتراك إلى الموصل، وبقي الديلم ببغداد، وظهر الخليفة. فنزل معز الدولة بباب الشماسية، وبعث إليه الحليفة الإقامات والتحف. فبعث معز الدولة يسأله في ابن شيرزاد، وأن يأذن له في استكتابه. ودخل في جمادى الأولى دار الخلافة، فوقف بين يدي الخليفة، وأخذت عليه البيعة بمحضر الأعيان. ثم خلع الخليفة عليه، ولقبهمعز الدولة، ولقب أخاه عليا عماد الدولة وأخاهما الحسنركن الدولة. وضربت ألقابهم على السكة. ثم ظهر ابن شيرزاد واجتمع بمعز الدولة، وقرر معه أشياء منها: كل يوم برسم النفقة للخليفة خمسة آلاف درهم فقط. عناية ابن بويه بالشباب: وهو أول من ملك العراق من الديلم. وهو أول من أظهر السعاة ببغداد ليجعلهم قيوجا بينه وبين أخيه ركن الدولة إلى الري. وكان له ركائبيان: فضل، وموكوش، فكان كل واحد يمشي في اليوم ستة وثلاثين فرسخا، فغزى بذلك شباب بغداد وانهمكوا فيه.
وكان يحضر المصارعين بين يديه في الميدان ويأذن للعوام، فمن غلب خلع عليه. وشرع في تعليم السباحة، حتى صار السباح يسبح وعلى يده كانون فوق قدره، فيسبح حتى ينضج اللحم.