تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٦٥
ثم أمر به فضرب مائة، وتهدد بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فقال: لي الأمان قال: نعم. فقال: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى علي منذ شهور رجل في وسطه هميان، فتبعته. فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي. فاستحضرها فإذا على الهيمان اسم صاحبه. فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فقالت: هو زوجي، ولي منه طفل. فسلم الذهب إليها، وهو ألف دينار، وضرب عنق الأسود.
قال: وبلغني عن المعتضد أنه قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثم دب على أربعة حتى أندس بين الغلمان. فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حتى وضع يده على ذلك الفاعل، فإذا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله.
قال: وبلغنا عنه أن خادما له أتاه فأخبره أن صيادا أخرج شبكته، وهو يراه، فثقلت، فجذبها، وإذا فيها جراب، فظنه مالا، ففتحه فإذا فيه آجر، وبين الآجر يد مخضوبة بحناء. وأحضر الجراب.
فهال ذلك المعتضد، فأمر الصياد، فعاود طرح الشبكة، فخرج جراب آخر فيه رجل. فقال: معي في بلدي من يقتل إنسانا ويقطع أعضاءه ولا أعلم به ما هذا ملك.
فلم يفطر يومه، ثم أحضر ثقة له وأعطاه الجراب وقال: طف به على من يعمل الجرب ببغداد فسل لمن باعه.
فغاب الرجل وجاء، فذكر أنه عرف بائعه بسوق يحيى، وأنه اشترى منه عطار جرابا. فذهب إليه فقال: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وهو ظالم من أولاد المهدي. وذكر) من أخباره إلى أن قال: يكفيك أنه كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادعى أنها هربت.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»