وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: الذي اختاره أبو منصور وذكر أنه الصحيح من المذهب إنه يعتبر خلاف داود.
قال ابن الصلاح: هذا هو الذي استقر عليه الأمر آخرا هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمة المتأخرين الذين أوردوا مذهب داود في مصنفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوردي، وأبي الطيب، فلولا اعتداهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفاتهم.
قال: ورأى أن يعتبر قوله إلا فيما خالف فيه القياس الجلي، وما أجمع عليه القياسون من أنواعه، أو بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها، واتفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله التغوط في الماء الراكد، وتلك المسائل الشنيعة، قوله لا زنا في السنة المنصوص عليها، فخلافه في ها ونحوه غير معتد به، لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه، والله أعلم.
توفي في رمضان سنة سبعين ومائتين.)