تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٦
وقال إبراهيم: حدثنا أبو نعيم: حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم: حدثني أبو بدر الخياط: سمعت أبا حمزة قلب: بينما أنا أسير في سفرة على التوكل والنوم في عيني إذ وقعت في بئر، فلم أقدر على الخروج لعمقها. فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة قال: فما نصنع فبدرت نفسي أن أقول: أنا فيها، فنوديت: تتوكل علينا، وتشكو بلاءنا إلى سوانا فسكت، ومضيا. ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به فقالت لي نفسي: أمنت طيها ولكن حصلت مسجونا فيها.
فمكثت يومي وليلتي، فلما كان من الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه: تمسك بي شديدا.
فمددت يدي، فوقعت على شيء خشن، فتمسكت به، فعلاها وطرحني. فتأملت فإذا هو سبع.
فبما رأيته لحق من نفسي من ذلك ما يلحق من مثله. فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنفذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف.
قيل: إن حمزة تكلم يوما على كرسيه ببغداد، فتغير عليه حاله وسقط عن كرسيه، ومات في الجمعة الثانية.
نقل أبو بكر الخطيب وفاته سنة تسع وستين ومائتين.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: توفي سنة تسع وثمانين.
قلت: تصحف ذي بذي.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»