تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٥٦
فانحل أمر المستعين.
وإنما كان قوام أمره بابن طاهر.) وعلم أهل بغداد بالمكاتبة، فصاحوا بابن طاهر وكاشفوه، فانتقل المستعين من عنده إلى الرصافة. ثم سعوا في الصلح على خلع المستعين. وقام في ذلك إسماعيل القاضي وغيره بشروط مؤكدة.
فخلع المستعين نفسه في أول سنة اثنتين وخمسين، وأشهد عليه القضاة وغيرهم. وأحدر بعد خلعه إلى واسط تحت الحوطة، فأقام بها تسعة أشهر محبوسا. ثم رد إلى سامراء، فقتل رحمه الله بقادسية سامراء في ثالث شوال من السنة.
وقيل: قتل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلاثون سنة وأيام. بعث إليه المعتز سعيد بن صالح الحاجب، فلما رآه المستعين تيقن التلف وقال: ذهبت والله نفسي.
فلما قرب منه سعيد أخذ يقنعه بسوطه، ثم اتكاه فقعد على صدره وقطع رأسه.
ومن حليته كان مربوع القامة، أحمر الوجه، خفيف العارضين، بمقدم رأسه طول، وكان حسن الوجه والجسم، بوجهه أثر جدري. وكان يلثغ بالسين نحو الثاء. وأمه أم ولد.
وكان مسرفا مبذرا للخزائن، يفرق الجواهر والثياب والنفائس.
قال الصولي: بعث المعتز بالله أحمد بن طولون إلى واسط وأمره أن يقتل المستعين فقال: والله لا أقتل أولاد الخلفاء. فندب له سعيد الحاجب فقتله. وما متع المعتز بالله خلع وقتل كما سيأتي.
وكان المستعين استوزر أبا موسى أوتامش بإشارة شجاع بن القاسم الكاتب ثم قتلهما واستوزر أحمد بن صالح بن شيرزاد. فلما قتل وصيف وبغا باغرا التركي الذي فتك بالمتوكل تعصبت الموالي، ولا أمر كان للمستعين مع وصيف وبغا.
وكان إخباريا فاضلا أديبا.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»