تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٣٨
شيخان: أحمد بن بديل وسمى رجلا آخر.) ونقل شيرويه في تاريخه أن أبا بكر بن لآل قال: حكي لنا أن أحمد بن بديل الأيامي كانت له بنت عابدة بالكوفة فكتبت إليه: يا أبه لا حشرك الله محشر القضاة.
فعزل نفسه وخرج في أمانة لابن هارون، فقيل له: اخترت الأمانة على القضاء فقال: نعم، اخترت الأمانة على الخيانة.
قال الحافظ صالح بن أحمد الهمداني: ثنا إبراهيم بن عمروس إملاء: سمعت أحمد بن بديل قال: بعث إلي المعتز بالله رسولا بعد رسول، فلبست كمتي، ولبست نعل طاق، فأتيت به، فقال الحاجب: يا شيخ، نعليك. فلم ألتفت إليه، ودخلت الباب الثاني، فقال الحاجب: نعليك. فلم ألتفت، ودخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نعليك. فقلت: أبالواد المقدس أنا فأخلع نعلي.
فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي فجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا جعفر.
فقلت: أتعبتني وذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عني فقال: ما أردنا إلا الخير، أردنا أن نسمع العلم.
فقلت: وتسمع العلم أيضا ألا جئتني فإن العلم يؤتى ولا يأتي.
قال: تعبت أبا جعفر فقلت له: خلبتني بحسن أدبك، اكتب.
قال: فأخذ القرطاس والدواة، فقلت: أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد قال: فيما يكتب قلت: في رق بحبر.
فجاؤوا برق وحبر، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب فقلت: اكتب بخطك. فأومأ إلي أنه لا يكتب.
فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه. فسأله ابن البنا أو ابن النعمان: أي حديثين فقال حديث: من استرعي رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»