تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٧
4 (حرب الموفق للزنج)) وفيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفق أبي أحمد على الشام ومصر، ثم جهزه ومفلحا إلى حرب الخبيث رأس الزنج. فكانت في هذه السنة وقعة بين الزنج وبين منصور بن جعفر بن دينار، فانهزم عن منصور عسكره، وساق وراءه زنجي فضرب عنقه. واستباحت الزنج عسكره.
وعرض أبو أحمد ومفلح في جيش مثله في دهر في العدد والفرسان والأموال والخزائن. فلما وصل الموفق أبو أحمد إلى دير معقل انهزم جيش الخبيث مرعوبين، فلحقوا به، لعنه الله، وقالوا: هذا جيش هائل لم يأتنا مثله. فجهز عسكرا كبيرا، فالتقوا هم ومفلح، فاقتتلوا أشد قتال، وظهر مفلح. ثم جاءه سهم غرب في صدره، فمات من الغد، وانهزم الناس وركبتهم الزنج واستباحوهم. وتحيز الموفق إلى الأبلة وتراجع إليه العسكر ونزل نهر أبي الأسد، ثم بعث) جيشا، فالتقوا هم وقائد الزنج يحيى. فنصر الله تعالى، وأسر طاغيتهم يحيى، وقتل عامة أصحابه. وبعث به إلى المعتمد فضربه، ثم طوف به، ثم ذبحه وأحرق جثته.
وسار الموفق إلى واسط.
4 (الوباء بالعراق)) ووقع الوباء الذي لا يكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق، ومات خلق، لا يحصون كثرة. ومات خلق من عسكر الموفق. ثم تجمعت الزنج، فالتقاهم
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»