تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٤٤
ففقدناه أياما، ثم وجناه في بيت وهو عريان وقد نفذ ما عنده. فجمعنا له الدراهم وكسوناه.
وقال عبد الرحمن بن محمد البخاري: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لقيت أكثر من ألف رجل، أهل الحجاز، والعراق، والشام، ومصر، وخراسان، إلى أن قال: فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء: إن الدين قول وعمل، وأن القرآن كلام الله.) وقال محمد بن أبي حاتم: سمعته يقول: دخلت إصبهان مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان فأنا الآن أذكر قول أحمد.
وقال أبو بكر الأعين: كتبت عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة.
وقال محمد بن أبي حاتم وراق البخاري: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام. فكنا نقول له، فقال: إنكما قد أكثرتما علي، فاعرضا علي ما كتبتما.
فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه.
ثم قال: أترون إني أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
قالا: فكان أهل المعرفة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»