تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٨٣
وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.) وأقال إسماعيل بن الحسن السراج: سألت أحمد عمن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: كافر.
وعمن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق.
فقال: جهمي.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قل هو الله أحد فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
فقال: فلم حكيت عني أني قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق وبلغني أنك وضعت ذلك في كتاب، وكتبت به إلى قوم. فآمحه، واكتب إلى القوم أني لم أقله لك. فجعل فوزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنه قد حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي.
قلت: الذي استقر عليه قول أبي عبد الله: أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
وقال أحمد بن زنجويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللفظية شر من الجهمية.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»