تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٩٤
العيناء، وميمون بن هارون، ويزيد بن محمد المهلبي، وآخرون. ولد سنة خمسين ومائة أو بعدها قال إبراهيم الحربي: كان ثقة عالما. وقال الخطيب: كان حلو النادرة، حسن المعرفة، جيد الشعر، مذكور بالسخاء. له كتاب الأغاني الذي رواه عته ابنه حماد. وعن إسحاق الموصلي قال: بقيت دهرا من عمري أغلس كل يوم إلى هشيم، أو غيره من المحدثين، ثم أصير إلى الكسائي، أو الفراء، أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم إلى أبي منصور زلزل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بن شهدة، فأخذ منها صوتا أو صوتين، ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما. فإذا كان العشاء، رحلت إلى أمير المؤمنين الرشيد. وكان ابن الأعرابي يصف إسحاق النديم بالعلم والصدق والحفظ ويقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه:
* هل إلى أن تنام عيني سبيل * إن عهدي بالنوم عهد طويل * وقال إسحاق: لما خرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي الأصمعي: كم حملت معك من كتبك) قال: ستة عشر صندوقا، فكم حملت أنت قال: معي صندوق واحد. وقال: رأيت كأن جريرا ناولني كبة من شعر، فأدخلتها في فمي، فقال العابر: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»