تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٢٥٠
خليفة، وهشيم، وعلي بن موسى الرضى، وإسماعيل بن عياش. وعنه: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقرئ، والحسن بن علوية القطان،) وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وكان موصوفا بالزهد والتأله. قال أحمد بن سيار المروزي: قدم مرو غازيا، فأدخل على المأمون، فلما سمع كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو. ولم يزل مكرما عنده إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جهم وخلق القرآن. فجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يكلمه. وكان أبو الصلت رد على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية والزنادقة القدرية، وكلم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام. وفي كل ذلك كان الظفر له. قال: وكان يعرف كلام الشيعة، فناظرته في ذلك لاستخراج ما عنده، فما وجدته يفرط. ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم على علي وعثمان، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل. وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أدين لله به. إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب. وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث، نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت، فأما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره له ذلك. وأما من يرويها ديانة، فإني لا أرى الرواية عنه. وسئل يحيى بن معين، عن أبي الصلت فقال: فقد سمع وما أعرفه بالكذب.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»