إلى ولديه، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون وهو ولي عهد، فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قتل، فكتب المأمون بمنصبه، وهو الوزارة، إلى الحسن. ثم لم تزل رتبته في ارتقاء إلى أن تزوج ببوران بنته، وأنحدر إلى فم الصلح للدخول بها سنة ستة وعشر) ومائتين. ففرش للمأمون ليلة العرس حصير من ذهب مسفوف، ونثر عليه جوهر كثير، فلم يأخذ أحد شيئا. فوجه الحسن إلى المأمون: هذا نثار يجب أن يلقط. فقال لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد. فأخذن منه اليسير. ويقال: إن الحسن نثر على الأمراء رقاعا فيها أسماء ضياع، فمن أخذ رقعة ملك الضيعة. وأنفق في وليمة بنته أربعة آلاف ألف دينار. ولم يزل الحسن وافر الحرمة إلى أن مات. وكان يدعى بالأمير أبي محمد. وقد شكا إليه الحسن بن وهب الكاتب إضافة، فوجه إليه بمائة ألف درهم، ووصل محمد بن عبد الملك الزيات مرة بعشرين ألفا. ويقال: انه بعث إليه نوبة بخمسة آلاف دينار. وكان أحد الأجواد الموصفين. قال إبراهيم نفطويه: كان من أسمح الناس وأكرمهم، ومات سنة ست وثلاثين، عن سبعين سنة.
وحدثني بعض ولده أنه رأى سقاء يمر في داره، فدعا به فقال: ماحالتك؟