تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٣٩٧
يقول: ذهبت الحيلة فليس حيلة. حتى صمت.
قال: وحدثني شيخ من قريش أنه جعل يقول: أؤخذ من بين هذا الخلق.) قال: وكان أصهب اللحية جدا، وطويلها.
قلت: وللمعتصم شعر لا بأ س به، وكلمات فصيحة.
قال نفطوية: فمما يروى من كلامه: إذا شغلت الألباب بالآداب، والعقول بالتعليم، تنبهت النفوس على محمود أمرها، وأبرز التحريك حقائقها.
قال نفطويه: وحدثت أنه كان من أشد الناس بطشا، وأنه جعل زند رجل بين أصابعه، فكسره.
وقال عبد الله بن حمدون النديم، عن أبيه، سمع المعتصم يقول: عاقل عاقل مرتين أحمق.
وقال إسحاق بن إبراهيم الأمير: والله ما رأيت كالمعتصم رجلا. لقد رأيته يملي كتابا، ويقرأ كتابا، ويعقد بيده، وإنه لينشد شعر أبي خراش الهذلي:
* حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا * خراش وبعض الشر أهون من بعض * * بلى إنها تعفو الكلوم، وإنما * يؤكل بالأدنى، وإن جل ما يمضي * * ولم أدر من ألقى عليه رداءه * ولكنه قد سئل عن ماجد محض * مات المعتصم يوم الخميس، لإحدى عشر ليلة بقيت من ربيع الأول، سنة سبع وعشرين ومائتين، وله سبع وأربعون سنة وسبعة أشهر.
قلت: فهذا يدل على أن مولده قبل سنة ثمانين بأشهر.
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»