تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٣٩٤
يتهدده فأمر بجوابه،) فلما قريء عليه الجواب لم يرضه. وقال للكاتب: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
وقال أبو بكر الخطيب، وغيره: غزا المعتصم بلاد الروم سنة ثلاث وعشرين، فأنكى في العدو نكاية عظيمة، ونصب على عمورية المجانيق، وفتحها، وقتل ثلاثين ألفا، وسبى مثلهم، وكان في سيبه ستون بطريقا، ثم أحرق عمورية.
قال خليفة: وفي هذه السنة أتي ببابك الخرمي أسيرا، فأمر بقطع أربعته وصلبه.
قلت: كان من أهيب الخلفاء وأعظمهم، لولا ما شان سؤدده بامتحان العلماء بخلق القرآن، نسأل الله السلامة.
قال نفطوية: للمعتصم مناقب كثيرة. وكان يقال له المثمن: فإنه كان ثامن الخلفاء من بني العباس، وملك ثمان سنين وثمانية أشهر، وفتح ثمانية فتوح: بلاد بابك على يد الأفشين، وفتح عمورية بنفسه، والزط بعجيف، وبحر البصرة، وقلعة الأحراف، وأعراب ديار ربيعة، والشاري، وفتح مصر. وقتل ثمانية أعداء: بابك، وباطيش، ومازيار، ورئيس الزنادقة، والأفشين، وعجيفا، وقارون، وقائد الرافضة.
وإنما فتح مصر قبل خلافته.
وزاد غير نفطويه: إنه خلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار، ومن الفضة الدراهم مثلها.
وقيل ثمانية عشر ألف ألف. ومن الخيل ثمانين ألف فرس، وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية. وبنى ثمانية قصور، وقيل بل
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»