فأقول: ما تطيب نفسي. فيقول: إنه لا يضيرني. فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان.
وانصراف يوما من دار المأمون إلى داره، وكان شارع اليدان منتظما بالخيم، فيها الجند، فإذا امرأة تبكي وتقول: ابني ابني، وإذا بعض الجبد قد أخذ ولدها، فدعاه المعتصم، وأمره برد ابنها عليها، فأبى، فاستدناه، فدنا منه، فقبض عليه بيده، فسمعت صوت عظامه، ثم أطلقه فسقط وأمر بإخراج الصبي إلى أمه.
وقال أحمد بن أبي طاهر: ذكر أحمد بن أبي دؤاد المعتصم يوما، فأسهب في ذكره، وأطنب في وصفه، وذكر من سعة أخلاقه، ورضي أفعاله، وقال: كثيرا ما كنت أزامله في سفره.
قال أبو بكر الخطيب: ولكثرة عسكر المعتصم وضيق بغداد عنه، بنى سر من رأى، وانتقل إليها فسكنها بعسكره، وسميت العسكر، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وعن علي بن يحيى المنجم قال: استتم عدة غلمان المعتصم الأتراك بضعة عشر ألفا، وعلق له خمسون ألف مخلاة. وذلل العدو بالنواحي.
فيقال إنه قال في مرض موته: حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة.
وقال المسعودي: وزر له ابن الزيات إلى آخر أيامه، وغلب عليه أحمد بن أبي دؤاد.
وقال ابن أبي الدنيا: نا علي بن الجعد قال: لما احتصر المعتصم جعل