قال: وانصرف أبو عبيد يوما، فمر بدار إسحاق الموصلي، فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه) الدار ثيقول: إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ.
فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم. والروايتان صواب، ولعله أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيء يسير.
قال: وكتاب غريب الحديث فيه أقل من مائتي حرف: سمعت، والباقي: قال الأصمعي، وقال أبو عمرو. وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها، أتي فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى.
وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي، من علماء بغداد النحويين على مذهب الكوفيين: ورواة اللغة، والغريب، والعلماء بالقراءآت، ومن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب في كل فن من العلوم والآداب، فأكثر، وشهر: أبو عبيد القاسم بن سلام.
وكان مؤدبا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضل ودين وستر، ومذهب حسن.
روى عن: أبي زيد، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي.
وعن: الأموي، وأبي عمرو الشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء. وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنف، والأمثال،