تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٢٣٧
* لساني كتوم لأسراركم * ودمعي نموم لسري مذيع * * فلولا دموعي كتمت الهوى * ولولا الهوى لم تكن لي دموع * وكان قدوم المأمون من خراسان إلى بغداد سنة أربع ومائتين. ودخلها في رابع صفر بأبهة عظيمة، وبحمل زائد.
قال إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في تاريخه: حكى أبو سليمان داوود بن علي، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعة من قواد خراسان، وقد دعا إلى خلق القرآن حينئذ، فقال لأولئك القواد: ما تقولون في القرآن.
فقالوا: كان شيخونا يقولون: ما كان فيه من ذكر الحمير والجمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن نقول كله مخلوق.
فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء قال ابن عرفة: أمر المأمون مناديا فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير.
وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكف عنه. يعني كف عنه إلى بعد هذا الوقت.
ومن كلام المأمون: الناس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لا بد منه على حال من الأحوال، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حال.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»