4 (مقتل هرثمة)) وأما هرثمة، فلما فرغ من حرب أبي السرايا سار نحو خراسان، فأتته الكتب من المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز. فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين. إدلالا منه عليه، وليشافهه بمصالح، وليؤذي الفضل بن سهل بأنه ليس بناصح له. ففهم الفضل مراده، فقال للمأمون: إن هرثمة قد ظاهر عليك عدوك، وعادى وليك، وخالف كتبك. وإن خليته كان ذلك مفسدة لغيره. فتوحش عليه.
وأبطأ هرثمة، ثم قدم في أواخر السنة، فقال له المأمون: مالأت علينا العلويين، وداهنت، وحسنت في السر لأبي السرايا الخروج فذهب هرثمة ليتكلم ويدفع عن نفسه ، فلم يقبل منه. وأمر به، فوجيء على أنفه، وديس بطنه، وسحب وحبس. ودس الفضل إلى الأعوان الغلظة عليه، ثم قتلوه، وقيل مات.
4 (ذكر فتنة الجند ببغداد)) وفيها هاج الجند ببغداد، لكون الحسن بن سهل ولم ينصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أياما.
4 (رجاء بن أبي الضحاك واشخاص علي الرضا)) وفيها وجه المأمون رجاء بن أبي الضحاك، وهو الذي قدم عليه