تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٨٥
عمهم إبراهيم.
وكان مما رفع منزلة إبراهيم بن الأغلب عند الرشيد ظفره بإدريس بن عبد الله بن حسن الحسني نزيل المغرب وقتله. وأشار هرثمة بن أعين على الرشيد أيضا بتوليته. وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربع وثمانين ومائة.
ورد محمد العكي إلى المشرق، وانقمع الشر بالمغرب، وحسنت حال إفريقية. وبنى مدينة سماها العباسية. وكان يتولى الصلاة بنفسه في جامع القيروان.
وكان عالما عاملا بعلمه، عثر يوما في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدولة: استنكهوني. ففعلوا. فقال: إني خشيت أن يقع لأحدكم أني سكران.
وخرج عليه بتونس حمديس بن عبد الرحمن الكندي، فحاربه وظفر به، وقتل عشرة آلاف من عسكر حمديس في سنة ست وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد.
وكان قائد جيوشه عمران بن مخلد، وكان نازلا عنده في قصره، ثم خرج على ابن الأغلب وحشد، واستولى على أكثر بلاد إفريقية. وخندق إبراهيم على نفسه. وأقامت الحرب بينهما سنة، وهما كفرسي رهان، فأمده الرشيد بخزانة مال مع جماعة قواد. فقوي ابن الأغلب، وتقلل الجند عن
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»