تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٧٢
وقال أبو اليمان: كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي، فكان يحيى الليل، فكان ربما قرأ ثم قطع، ثم رجع. فلقيته يوما، فسألته عن ذلك، فقال: يا بني إني أصلي فأقرأ، فأذكر الحديث في الباب، فأقطع الصلاة وأكتب الحديث في الباب، ثم أرجع إلى صلاتي، فأبتديء من الموضع الذي قطعت منه.
قال يعقوب الفسوي: كنت أسمعهم يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وسمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا لهم رغبة في العلم، وطلب شديد بالشام والحجاز. وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب، فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل بن عياش.
قال يعقوب: فتكلم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث أهل الشام، أكثر ما يتكلمون فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيين.
قال يحيى الوحاظي: ما رأيت رجلا أكبر معينا من إسماعيل بن عياش. كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لم يرض لنا إلا بالخروف والخبيص.
سمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار، فأنفقتها في طلب العلم.
عثمان بن صالح قال: كان المصريون ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا. وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدثهم بفضائل علي، فكفوا عن ذلك.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»