تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٦
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكرني عند الباب بحديث، أو ذاكرته، فما زال يذاكرني وأذاكره حتى جاء المؤذن لصلاة الصبح.
وقال فضالة الفسوي: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديث قالوا مروا إلى هذا) الطبيب حتى نسأله، يعنون ابن المبارك.
قال وهب بن زمعة: حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تحدث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حمل علم خراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام.
أحمد بن علي الحواري قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه، فقال الهاشمي لغلامه: يا غلام قم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا. فلما قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي فقال: أذل لك بدني ولا أذل لك الحديث.
المسيب بن واضح: سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عمن نأخذ فقال: قد تلقى الرجل ثقة يحدث عن غير ثقة. وتلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة. ولكن ينبغي أن تكون ثقة عن ثقة.
قال علي بن إسحاق بن إبراهيم: قال سفيان بن عيينة: تذكرت أمر الصحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بالصحبة وبجهادهم.
عن محمد بن أعين: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»