تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢١٥
أنس إلى العمري: إنك بدوت، فلو كنت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: إني أكره مجاورة مثلك، إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط.
وقيل: كانت أم العمري أنصارية، لم يكن يقبل من أحد شيئا، ومن ولي دمشقيا من معارفه وأقاربه لا يكلمه. وقد ولي أخوه عمر بن عبد العزيز المدينة وكرمان واليمامة فهجره.
ولم يكن أحد بالمدينة أهيب عند السلطان والعامة منه.
وكان زاهدا، قوالا بالحق، متألها، متعبدا، منعزلا بناحية غربي المدينة.
ويروى أن العمري كان يلزم المقبرة كثيرا، ومعه كتاب ينظر فيه، وقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا أنس من كتاب.
عمر بن شبة، ثنا أبو يحيى الزهري قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلتها. إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فتلته بيدي.
قال المسيب بن واضح: سمعت العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول:
* لله در ذوي العقول * والحرص في طلب الفضول *
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»