تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٠٩
فقال: ما بك من ضعف معي، ولكن ضعفت نيتك، أتريد قوة أقوى مني فأما إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر.) قلت: عثمان بن الحكم الجذامي، رجل له صلاح وله عشيرة.
قال: فبلغ ذلك، فعاهد الله أن لا يكلم الليث بعدها.
قال صالح لعمرو: لا أدع الليث حتى يتولى لي.
فقال عمرو: لا يفعل.
فقال: لأضربن عنقه.
فجاءه عمرو فحذره، فولاه العطاء، وولي الجزيرة أيام أبي جعفر، وولي الديوان أيام المهدي.
قتيبة قال: قفلنا مع الليث من الإسكندرية ومعه ثلاث سفن. سفينة فيها مطبخه، وسفينة فيها عياله، وسفينة فيها أضيافه، وصلى بنا فجهر بسم الله الرحمن الرحيم، وسلم واحدة تلقاء وجهه، وكان ابنه شعيب إمامه، فحم ليلة فصلى بنا الليث.
علي بن محمد المصري قال أبو علاثة المفرض: نا إسماعيل بن عمرو الغافقي: سمعت اشهب يقول: كان الليث له كل يوم أربعة مجالس، أحدها لنائبة السلطان وحوائجه، وكان الليث تغشاه الدولة، فإذا أنكر من القاضي أمرا، أو من السلطان، كتب إلى أمير المؤمنين. ومجلس لأصحاب الحديث، ومجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه، ومجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده، كبرت حاجته أو صغرت. وكان يطعم الناس في الشتاء الهرايس بعسل
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»