* وغرد حادي الركب وانشقت العصا * وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا * * كفى حزنا من حادث الدهر إنني * أرى البين لا أستطيع للبين مدفعا * * وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا * فيا لك بين، ما أمر وأفظعا * وأنشده أبو السائب، وغيره، فقال المهدي، لأغنينكم، فأجازهم لكل واحد بعشرة آلاف دينار، هذه رواها أبو العباس بن مسروق، عن عبد الرحمن بن هارون العدوي، عن عبد الملك بن الماجشون.
وقال نفطويه: انقطع المهدي عن خاصته في الصيد، فنزل يبول، ودفع إلى أعرابي فرسه، فاقتلع من خيله السرج، ثم تلاحقت الخيل فأحاطت به، فهرب الأعرابي، فأمرهم برده، وخاف الأعرابي فقال: خذوا ما أخذنا ودعونا نذهب إلى خزي الله وناره، فصاح المهدي: تعالى لا بأس عليك، فقال: ما تريد، جعلني الله فداء فرسك، فضحكوا وقالوا: ويلك، قل: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، فقال: أو هذا أمير المؤمنين قالوا: نعم، قال: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذلك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه، وجعلني فداءهما، فضحك المهدي، وطاب له، وأمر له بعشرة آلاف.
وحكى ابن الإخباري، عن أبيه بإسناد أن المهدي أعطى رجلا مرة مائة ألف دينار، وكان شكا أن عليه خمسين ألف دينار.
أبو صوافيه أحمد بن إسماعيل، نا الأصمعي قال، حدثني حسن الوصيف حاجب المهدي قال: كنا بزبالة إذ جاء أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، أنا عاشق، فدعا به فقال: ما اسمك قال: أبو مياس، قال: من عشيقتك قال: لا أنا أكثر منه مالا، قال: فما القصة قال:) أدن مني