عمر بن شبه، عن الضحاك: أن المهدي قدم البصرة، فكان يصلي بنا، فقام أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين، مر المؤذن لا يقيم حتى أتوضأ، فأمر به، فتعجبوا من أخلاق المهدي.
قال الأصمعي: سمعت: المهدي على المنبر يقول: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته فقال: إن الله وملائكته يصلون على النبي.
قال المد ائني: دخل رجل على المهدي فقال: إن المنصور شتمني وقذف أمي، فإما أمرتني أن) أجلده، وإما عوضتني فاستغفرت له. قال: ولم شتمك قال: شتمت عدوه بحضرته فغضب.
قال: ومن عدوة قال: إبراهيم بن عبد الله بن حسن، قال: إن إبراهيم أمس به رحما، وأوجب عليه حقا، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه، قال: إنه كان عدوا له، قال: لم ينتصر للعداوة بل للرحم، فأسكت الرجل، فلما ذهب ليولي قال: لعلك أردت أمرا فجعلت هذا ذريعة، قال: نعم، فتبسم وأمر له بخمسة آلاف.
قال الأصمعي: دخل على المهدي رجل شريف، فأمر له بمال، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أنتهي إلى غاية شكرك إلا وجدت غاية من معروفك، فمات عجز الناس عن بلوغه، فالله من ورائه، في كلام ذكره.
عبيد الله بن أحمد، عن أبيه قال: أخبرت عن الربيع، أن المنصور يوما فتح خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمد، قال: فأحصى فيها أثني عشر ألف عدل خز، فأخرج منها ثوبا فقال لي: اقطع لي جبة، ولمحمد جبة، فقلت: لا يجيء منه هذا قال: اقطع لي جبة وقلنسوة، وبخل أن