تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٩
أهل الدنيا بالدنيا مع فساد الدين.) وعنه قال: كفى باليقين زهدا، وكفى بالعلم عبادة، وكفى بالعبادة شغلا.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: نا أبو نعيم قال: رأيت داود وكان من أفصح الناس وأعلمهم بالعربية، يلبس قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار.
وقال إبراهيم بن بشار: قال داود الطائي لسفيان: إذا كنت تشرب الماء المبرد، وتأكل اللذيذ الطيب، وتمشي في الظل الظليل، فمتى تحب الموت.
وقيل: إن محمد بن قحطبة الأمير قدم إلى الكوفة فقال: أحتاج إلى مؤدب يؤدب أولادي، حافظ لكتاب الله، عالم بسنة رسول الله، وبالأثر، والفقه، والنحو، والشعر، وأيام الناس، فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء كلها إلا داود الطائي.
وقال محمد بن بشير: نا حفص بن عمر الجعفي قال: كان داود الطائي قد ورث من أمه أربعماية درهم، فمكث يتقوت بها ثلاثين عاما، فلما نفدت، جعل ينقض سقوف الديرة فيبيعها، حتى باع البواري واللبن، حتى بقي
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»