مثله؟ فقال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكا رحمه الله أشد تنقية للرجال منه.
وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين. وكان من أروع الناس وأفضلهم. ورمي بالقدر وما كان قدريا لقد كان يتقي قولهم ويعيبه ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا وإن مرض عاده وكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، قال: وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة. ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
وأخبرني أخوه قال: كان أخي يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف. وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق. وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب. روى هذا الفضل بن سعد عن الواقدي. وفيه أيضا قال: وكان يروح إلى الجمعة باكرا فيصلي حتى يخرج الإمام ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها. وكان لا يغير شيبه. قال: ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن لزم بيته إلى أن قتل محمد. وكان الحسن بن زيد الأمير يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير.
وقد دخل مرة على والي المدينة عبد الصمد وكلمه في شيء. فقال عبد الصمد بن علي: إني لأراك مرائيا فأخذ عودا وقال: مراء فوالله للناس عندي أهون من هذا. ولما ولي ولاية المدينة جعفر بن سليمان بعث إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير) فلبسه عمره وقد قدم به عليهم بغداد فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار. يعني الدولة. فلما رد مات بالكوفة.