تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٣٠٨
من وجهين أنه ختم القرآن في ركعة.
وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة: رأيت أبا حنيفة شيخا يفتي الناس بمسجد الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النضر بن محمد قال: كان أبو حنيفة جميل الوجه سري الثوب عطرا، أتيته في حاجة وعلي كساء قومسي، فأمر بإسراع بغلته وقال: أعطني كساءك وخذ كسائي، ففعلت، فلما رجع قال لي: يا نضر، أخجلتني بكسائك، قلت: وما أنكرت منه قال: هو غليظ. قال النضر: وكنت اشتريته بخمسة دنانير وأنا به معجب، ثم رأيته مرة وعليه كساء قومته بثلاثين دينارا.
وعن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة وأبلغهم نطقا، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عما في نفسه، وعنت حماد بن أبي حنيفة قال: كان أبي جميلا تعلوه سمرة، حسن الهيئة، كثير العطر، هيوبا، لا يتكلم إلا جوابا، ولا يخوض فيما لا يعنيه.
وعن ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة.
وروى إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المثنى بن رجاء قال: جعل أبو حنيفة على نفسه إن خلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثليها.
وقال أبو بكر بن عياش: لقي أبو حنيفة من الناس عنتا لقلة مخالطته، فكانوا يرونه من زهو فيه وإنما كان غريزة.
وقال جبارة بن مغلس: سمعت قيس بن الربيع يقول: كان أبو حنيفة ورعا تقيا مفضلا على إخوانه أخوته.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»