تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٩٤
وبه عن عمرو بن مروان حدثني المثنى بن معاوية قال: دخل بشر مولى كنانة من الحائط ففر الوليد وهم يشتمونه فضربه بشر على رأسه واعتوره الناس بأسيافهم فطرح عبد السلام نفسه عليه فاحتز رأسه، وكان يزيد قد جعل لمن أتاه بالرأس مائة ألف.
وقيل: قطعت كفه وبعث بها إلى يزيد فسبقت الرأس بليلة وأتي بالرأس ليلة الجمعة فنصبه يزيد على رمح بعد الصلاة فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال بعدا له أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا ولقد راودني على نفسي.
قال الهيثم بن عدي وجماعة: عاش الوليد خمسا وأربعين سنة.
قلت: هذا خلاف ما مر، بل الأصح أنه عاش بضعا وثلاثين سنة.
قال خليفة وغيره: عاش ستا وثلاثين سنة.
قال أحمد بن حنبل: ثنا سفيان قال: لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل سديد العقل فقال لخلف بن حوشب: إصنع طعاما واجمع له، قال: فجمعهم فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير كف رجل يده وملك لسانه وعالج قلبه.
قال الهيثم بن عمران: ملك الوليد خمسة عشر شهرا.) وقال غيره: قتل بالبخراء في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة سامحه الله.
ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة نعم اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»