فسار إليه الضحاك فحصره نحوا من شهرين وبث خيله يغيرون على بلاد الجزيرة وكثرت جموع الضحاك وانضاف إليه من هرب من مروان بن محمد وعظم الخطب فسار مروان بنفسه ليكشف عن ابنه، فالتقاه الضحاك فأشار على الضحاك) أمراؤه أن يتأخر ويقدم فرسانه فقال: إني والله مالي في دنياكم هذه من حاجة وإنما أردت هذا الطاغية وقد جعلت لله علي إن رأيته أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيننا وبينه، وعلي دين سبعة دراهم في كمي منها ثلاثة والتحم القتال إلى المساء فقتل الضحاك في المعركة ولم يدر به أحد ودخل الليل وقتل من الفريقين نحو من ستة آلاف ثم أصبحوا على القتال، وركب الناس يومئذ ضباب بحيث أن الفارس لا يرى عرف فرسه، ومضى مروان في كل وجه وثبت جنده وجاء الخيبري أحد رؤوس الخوارج فدخل في معسكر مروان وقطع أطناب خيامه وجلس على سريره فكر نحو من ثلاثة آلاف على الخيبري فقتلوه، فقام بأمر الخوارج شيبان فتحيز بهم ونزل بالزابين وخندقوا على نفوسهم فقاتلهم مروان بن محمد عشرة أشهر كل يوم راية مروان مهزومة، ثم نزل شيبان الخنادق وطلب شهر زور ثم انحدر على ماه ثم على
(١٩)