أيوب بن القرية واسم أبيه يزيد بن قيس بن زرارة بن سلم النمري الهلالي، والقرية أمه.
كان أعرابيا أميا، صحب الحجاج ووفد على عبد الملك، وكان يضرب به المثل في الفصاحة والبيان.
قدم في عام قحط عين التمر، وعليها عامل، فأتاه من الحجاج كتاب فيه لغة وغريب، فأهم العامل ما فيه، ففسره له أيوب، ثم أملى له جوابه غريبا، فلما قرأه الحجاج علم أنه ليس من إنشاء عامله، وطلب من العامل الذي أملى له الجواب، فقال: لابن القرية، فقال له: أقلني من الحجاج، قال: لا بأس عليك، وجهزه إليه، فأعجب به، ثم جهزه الحجاج إلى عبد الملك، فلما خرج ابن الأشعث كان أيوب بن القرية ممن خرج معه، وذلك لأن الحجاج بعثه رسولا إلى ابن الأشعث إلى سجستان، فلما دخل عليه أمره أن يقوم خطيبا، وأن يخلع الحجاج ويسبه أو ليضربن عنقه، فقال: أنا رسول، قال: هو ما أقول لك، ففعل، وأقام مع ابن الأشعث، فلما انكسر ابن الأشعث أتي بأيوب أسيرا إلى الحجاج، فقال: أخبرني عما أسألك، قال: سل، قال: أخبرني عن أهل العراق. قال: أعلم الناس بحق وباطل، قال: فأهل الحجاز، قال: أسرع الناس إلى فتنة، وأعجزهم فيها، قال: فأهل الشام قال: أطوع الناس لأمرائهم، قال: فأهل مصر قال: عبيد من طلب، قال: فأهل الموصل قال: أشجع فرسان، وأقتل للأقران، قال: فأهل اليمن قال: أهل سمع وطاعة، ولزوم للجماعة. ثم سأله عن قبائل