تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٥٧
فبلغ شعره عبد الملك، فأدركته الحمية، فنذر دمه، ووضع عليه العيون، فلم تحمله أرض حتى أتى روح بن زنباع، فأقام في ضيافته، فقال: ممن أنت؟ قال: من الأزد، فبقي عنده سنة، فأعجبه إعجابا شديدا، فسمر روح ليلة عند عبد الملك، فتذاكرا شعر عمران بن حطان هذا، فلما انصرف روح تحدث مع عمران، وأخبره بالشعر الذي ذكره عبد الملك، فأنشده عمران بقيته، فلما أتى عبد الملك قال: إن في ضيافتي رجلا ما سمعت منك حديثا قط إلا حدثني به وبأحسن منه، ولقد أنشدته البارحة البيتين اللذين قالهما عمران في ابن ملجم، فأنشدني القصيدة كلها، فقال: صفه لي، فوصفه له، فقال: إنك لتصف صفة عمران بن حطان، اعرض عليه أن يلقاني، قال: نعم. فانصرف روح إلى منزله وقص على عمران الأمر، فهرب وأتى الجزيرة، ثم لحق بعمان، فأكرموه، فأقام بها حياته.
وورد أن سفيان الثوري كان يتمثل بأبيات عمران بن حطان هذه:) * أرى أشقياء الناس لا يسأمونها * على أنهم فيها عراة وجوع * * أراها وإن كانت تحب فإنها * سحابة صيف عن قليل تقشع * * كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا * طريقهم بادي العلامة مهيع * توفي سنة أربع وثمانين. قاله ابن قانع.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»