تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٩
ويروى: أنه توفي وعليه ثمانون ألف دينار.
الواقدي: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: لما مات الحسن بعث سعيد بن العاص بريدا يخبر معاوية، وبعث مروان أيضا بريدا، وأن الحسن أوصى أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك لا يكون وأنا حي، فلما دفن الحسن بالبقيع، أرسل مروان بذلك وبقيامه مع بني أمية ومواليهم، وأني يا أمير المؤمنين عقدت لوائي، ولبسنا السلاح في ألفي رجل، فدرأ الله، أن يكون مع أبي بكر وعمر ثالث أبدا، حيث لم يكن أمير المؤمنين عثمان المظلوم وكانوا هم الذين فعلوا بعثمان ما فعلوا، وكتب معاوية إلى مروان يشكر له، وولاه المدينة، وعزل سعيد بن العاص، وكتب إلى مروان أن لا تدع لسعيد مالا إلا أخذته، فلما جاء مروان الكتاب بعث به مع ابنه عبد الملك إلى سعيد، فلما قرأه أخرج كتابين، وقال لعبد الملك: إقرأهما، فإذا فيهما: من معاوية إلى سعيد، يأمره حين عزل مروان أن يقبض أمواله، ولا يدع له عذقا، فجزاه عبد الملك خيرا وقال: والله لولا أنك جئتني بهذا الكتاب، ما ذكرت مما ترى حرفا واحدا، فجاء عبد الملك بن مروان بالكتاب إلي أبيه، قال مروان: هو كان أوصل لنا منا له.
وعن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص أوقر الرجال وأحلمهم، وكان مروان حديدي اللسان، سريع الجواب، ذلق اللسان، قلما صبر إن كان في صدره حب أحد أو بغضه إلا ذكره، وكان سعيد خلاف ذلك ويقول: إن الأمور تغير، والقلوب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم، غائبا غدا.
قال الزبير: مات سعيد في قصره بالعرصة، على ثلاثة أميال من المدينة، وحمل إلى البقيع،) وركب ابنه عمرو بن سعيد إلى معاوية، فباعه
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»