تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٦٠٦
وقيل توفي فيها أم المؤمنين، ميمونة، وحسان بن ثابت الأنصاري، وسيأتيان.
وكان علي قد تجهز يريد معاوية، فرد من عانات، واشتغل بحرب الخوارج الحرورية، وهم العباد والقراء من أصحاب علي الذين مرقوا من الإسلام، وأوقعهم الغلو في الدين إلى تكفير العصاة بالذنوب، وإلى قتل النساء والرجال، إلا من اعترف لهم بالكفر وجدد إسلامه.
ابن سعد: أنا محمد بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمع محمد بن الحنفية يقول: كان أبي يريد الشام، فجعل يعقد لواءه، ثم يحلف لا يحله حتى يسير، فيأبى عليه الناس، وينتشر عليه رأيهم، ويجبنون فيحله ويكفر عن يمينه، فعل ذلك أربع مرات، وكنت أرى حالهم فأرى ما لا يسرني. فكلمت المسور بن مخرمة يومئذ، وقلت: ألا تكلمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى عندهم طائلا، قال: يا أبا القاسم يسير الأمر قد حم، قد كلمته فرأيته يأبى إلا المسير.
قال ابن الحنفية: فلما رأى منهم ما رأى قال: اللهم إني قد مللتهم وقد ملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، فأبدلني خيرا منهم، وأبدلهم شرا مني.
(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 600 601 602 603 605 606 607 608 609 610 611 ... » »»