تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٠
فرأوه مذبوحا، وقال علي، كيف قتل وأنتم على الباب ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم ابن الزبير، وابن طلحة، وخرج غضبان إلى منزله، فجاء الناس يهرعون إليه ليبايعوه، قال: ليس ذاك إليكم، إنما ذاك إلى أهل بدر، فمن رضوه فهو خليفة، فلم يبق أحد من البدريين إلا أتى عليا، فكان أول من بايعه طلحة بلسانه، وسعد بيده، ثم خرج إلى المسجد فصعد المنبر، فكان أول من صعد طلحة، فبايعه بيده، ثم بايعه الزبير وسعد والصحابة جميعا، ثم نزل فدعا الناس، وطلب مروان، فهرب منه هو وأقاربه.
وخرجت عائشة باكية تقول: قتل عثمان، وجاء علي إلى امرأة عثمان فقال: من قتله قالت: لا أدري، وأخبرته بما صنع محمد بن أبي بكر. فسأله علي، فقال: تكذب، وقد والله دخلت دخلت عليه، وأنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمت وأنا تائب إلى الله، والله ما قتلته ولا أمسكته، فقالت: صدق، ولكنه أدخل الذين قتلاه.
وقال محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن أبيه، عن جده قال: اجتمعنا في دار مخرمة للبيعة بعد قتل عثمان، فقال أبو جهم بن حذيفة: أمامن بايعنا منكم فلا يحول بيننا وبين قصاص، فقال عمار: أما دم عثمان فلا، فقال: يا بن سمية، أتقتص من جلدات جلدتهم، ولا تقتص من دم عثمان فتفرقوا يومئذ عن غير بيعة.
وروى عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال مروان: ما كان في القوم أدفع عن صاحبنا من صاحبكم يعني عليا عن عثمان، قال:
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»