تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٩
وعرفوا أنه خط مروان. وسألوه أن يدفع إليهم مروان، فأبى وكان عنده في الدار، فخرجوا من عنده غضابا، وشكوا في أمره، وعلموا أنه لا يحلف بباطل ولزموا بيوتهم.
وحاصره أولئك حتى منعوه من الماء، فأشرف يوما فقال: أفيكم علي قالوا: لا، قال: أفيكم سعد قالوا: لا، فسكت، ثم قال: ألا أحد يسقينا ماء. فبلغ ذلك عليا، فبعث إليه بثلاث قرب فجرح في سببها جماعة حتى وصلت إليه، وبلغ عليا أن عثمان يراد قتله فقال: إنما أردنا منه مروان، فأما عثمان، فلا ندع أحدا يصل إليه.
وبعث إليه الزبير ابنه، وبعث طلحة ابنه، وبعث عدة من الصحابة أبنائهم، يمنعون الناس منه، ويسألونه إخراج مروان، فلما رأى ذلك محمد بن أبي بكر، ورمى الناس عثمان بالناس بالسهام، حتى خضب الحسن بالدماء على بابه، وأصاب مروان سهم، وخضب محمد بن طلحة، وشج قنبر مولى علي.
فخشي محمد أن يغضب بنو هاشم خال الحسن، فاتفق هو وصاحباه، وتسوروا من دار، حتى دخلوا عليه، ولا يعلم أحد من أهل الدار، لأنهم كانوا فوق البيوت، ولم يكن مع عثمان إلا امرأته. فدخل محمد فأخذ بلحيته، فقال: والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني، فتراخت يده، ووثب الرجلان عليه فقتلاه، وهربوا من حيث دخلوا، ثم صرخت المرأة، فلم يسمع صراخها لما في الدار من الجلبة. فصعدت إلى الناس وأخبرتهم، فدخل الحسن والحسين وغيرهما، فوجدوه مذبوحا.) وبلغ عليا وطلحة والزبير الخبر، فخرجوا وقد ذهبت عقولهم ودخلوا
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»