تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
العرب، ورجل لم يسلم فهو يقاتله، ورجل يظهر الإسلام ويظهر لقريش أنه معهم، قال: ما يسمى هؤلاء قال: يسمون المنافقين، قال: ما في من وصفتم أحزم من هؤلاء، اشهدوا أنني منهم.
ثم ساق ابن سعد قصة طويلة بلا إسناد في نفاق عيينة يوم الطائف، وفي أسره عجوزا يوم هوزان يتلمس بها الفداء، فجاء ابنها فبذل فيها مائة من الإبل، فتقاعد عيينة، ثم غاب عنه، ونزله إلى خمسين، فامتنع ثم لم يزل به إلى أن بذل فيها عشرة من الإبل، فغضب وامتنع، ثم جاءه وقال: يا عم أطلقها وأشكرك، قال: لا حاجة لي بمدحك، ثم قال: ما رأيت كاليوم أمرا أنكد، وأقبل يلوم نفسه، فقال الفتى: أنت صنعت هذا: عمدت إلى عجوز والله ما ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد، ولا فوها ببارد، ولا صاحيها بواجد فأخذتها من بين من ترى، فقال: خذها لا بارك الله لك فيها. قال الفتى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كسا السبي فأخطأها من) بينهم الكسوة، فهلا كسوتها قال: لا والله. فما فارقه حتى أخذ منه سمل ثوب، ثم ولى الفتى وهو يقول: إنك لغير بصير بالفرص.
وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم عيينة من الغنائم مائة من الإبل.
الواقدي: حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: دخل عيينة بن حفص على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده، فقال: من هذا الحميراء قال: هذه عائشة بنت أبي بكر،
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»