تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١١٩
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد.
وقال موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن عمر: إن عائشة تمثلت لما احتضر أبو بكر:
* لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر * فقال: ليس كذلك ولكن وجاءت سكرة الموت بالحق، إني نحلتك حائطا وإن نفسي منه شيئا فرديه على الميراث، قالت: نعم، قال: أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضج وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر، ففعلت.) وقال القاسم، عن عائشة: إن أبا بكر حين حضره الموت قال: إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير اللقحة وغير هذا الغلام الصقيل، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا، فإذا مت فادفعيه إلى عمر، فلما دفعته إلى عمر قال عمر: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.
وقال الزهري: أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس، فإن
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»