تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١١٨
أكن كشفت بيت فاطمة وأن أغلق علي الحرب، وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق عمر أو أبي عبيدة، وددت أني كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة وأقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون وإلا كنت لهم مددا ورداء، ووددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه، فإنه خيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه، وودت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن حرقته وقتلته أو أطلقته نجيحا، ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله. ووددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في من هذا الأمر ولا ينازعه أهله، وأني سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء وأني سألته عن العمة وبنت الأخ، فإن في نفسي منها حاجة، رواه هكذا وأطول من هذا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن صالح بن كيسان، أخرجه كذلك ابن عائذ.
وقال محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن أبيه، عن جده، أن عائشة قالت: حضرت أبي وهو يموت فأخذته غشية فتمثلت:
* من لا يزال دمعه مقنعا * فإنه لا بد مرة مدفوق * فرفع رأسه وقال: يا بنية ليس كذلك، ولكن كما قال الله تعالى:
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»