تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦٣١
وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فاعتذروا فلم يعذرهم الله. فذكر أنهم نفر من بني) غفار.
قال: وقد كان نفر من المسلمين أبطأت بهم النية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تخلفوا عن غير شك ولا ارتياب، منهم كعب بن مالك أخو بني سلمة، ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف، وهلال بن أمية أخو بني واقف، وأبو خيثمة أخو بني سالم بن عوف.
وكانوا رهط صدق.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخميس، واستخلف على المدينة محمد ابن مسلمة الأنصاري. فلما خرج ضرب عسكره على ثنية الوداع، ومعه زياد على ثلاثين ألفا من الناس.
وضرب عبد الله بن أبي بن سلول عسكره على ذي حدة أسفل منه، وما كان فيما يزعمون بأقل العسكرين.
فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، تخلف عنه ابن سلول فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب. وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فارجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه. فلما قال ذلك المنافقون، أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نازل بالجرف، فقال: يا رسول الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف مني. قال: كذبوا، ولكن خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي. فرجع إلى المدينة.
(٦٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 625 627 628 629 630 631 632 633 634 635 636 ... » »»