تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٠
وهم سبعة من الأنصار: سالم بن عمير، وعلبة بن زيد، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، وعمرو بن الحمام بن الجموح، وعبد الله بن المغفل وبعضهم يقول: عبد الله بن عمرو المزني وهرم بن عبد الله، والعرباض ابن سارية الفزاري. استحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل حاجة، فقال: لا أجد ما أحملكم عليه. تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون.
فبلغني أن يامين بن عمرو، لقي أبا ليلى وعبد الله بن مغفل وهم يبكيان فقال: ما يبكيكما فقالا: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا، فلم نجد عنده ما يحملنا، وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج. فأعطاهما ناضحا له فارتحلاه وزودهما شيئا من لبن.
وأما علبة بن زيد فخرج من الليل فصلى من ليلته ما شاء الله، ثم بكى وقال: اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في مال أو جسد أو عرض.
ثم أصبح مع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين المتصدق هذه الليلة فلم يقم أحد. ثم قال: أين المتصدق فليقم. فقام إليه فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشر، فوالذي نفس محمد بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة.
(٦٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 624 625 627 628 629 630 631 632 633 634 635 ... » »»