تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٧٣
لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره. ففعلوا.
ثم قال: يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعو إلى الله ورسوله، لعل الله أن يهديهم. وإلا آذيتهم في دينهم. فأذن له ولحق بمكة. وكان صفوان يعد قريشا يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن تنسيكم وقعة بدر. وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكبا فأخبره عن إسلامه، فحلف لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بشيء أبدا. ثم أقام يدعو إلى الإسلام، ويؤذيهم. فأسلم على يديه ناس كثير.
((بقية أحاديث غزوة بدر)) وهي كالشرح لما قدمناه فيها: قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرا: فنزل على أمية ابن خلف وكان أمية ينزل عليه إذا سافر إلى الشام فقال لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس فطف. قال: فبينا هو يطوف إذ أتاه أبو جهل فقال: من أنت: قال: أتطوف آمنا وقد أويتم محمدا وأصحابه، وتلاحيا.
فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي. فقال: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك بالشام. وجعل أمية يقول: لا ترفع صوتك. فغضب وقال: دعنا منك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك قال: إياي قال: نعم.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»