تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٢
فسألته، فقال: أبدل الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء. زاد فيه يونس عن ابن إسحاق قال: فعزت الإبل عليهم، فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقر.
وقال الواقدي: حدثني غانم بن أبي غانم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قد ساق النبي صلى الله عليه وسلم، في القضية ستين بدنة. قال: ونزل النبي صلى الله عليه وسلم مر الظهران، وقدم السلاح إلى بطن يأجج، حيث ينظر إلى أنصاب الحرم. وتخوفت قريش، فذهبت في رؤوس الجبال وخلوا مكة.
وقال معمر، عن الزهري، عن أنس قال: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم. مكة في عمرة القضاء، مشى ابن رواحة بين يديه وهو يقول:
* خلوا بني الكفار عن سبيله * قد أنزل الرحمن في تنزيله * * بأن خير القتل في سبيله * نحن قتلناكم على تأويله * * كما قتلناكم على تنزيله * يا رب إني مؤمن بقيله * وقال أيوب، عن سعيد بن جبير، حدثه، عن ابن عباس: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب. فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شرا. فأطلع الله نبيه على ما قالوه، فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين. فلما رأوهم رملوا، قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى وهنتهم؟ هؤلاء أجلد منا. قال ابن عباس: ولم
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 459 460 461 462 463 465 466 467 469 ... » »»