ثم يخر فيسجد للكعبة. قال: فمر زيد بالنبي صلى الله عليه وسلم ويزيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة لهما فدعياه فقال: يا بن أخي لا آكل مما ذبح على النصب قال: فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذاك حتى بعث.
قال: وجاء سعيد بن زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: يا رسول الله إن زيدا كان كما رأيت أو كما بلغك فاستغفر له قال: نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.
وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: كانت قريش حين بنوا الكعبة يتوافدون على كسوتها كل عام تعظيما لحقها وكانوا يطوفون بها ويستغفرون الله عندها ويذكرونه مع تعظيم الأوثان والشرك في ذبائحهم ودينهم كله.
وقد كان نفر من قريش: زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث بن أسد وهو ابن عم ورقة وعبيد الله بن جحش بن رئاب وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم حضروا قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض فقال قائلهم:
تعلمن والله ما قومكم على شيء لقد أخطأوا دين إبراهيم وخالفوه وما